هل ما زال في الدرب متسع للأهل. طباعة
الأخبار - أخبار وأحداث.
الجمعة, 30 ديسمبر 2022 19:20
للكاتب الصحفي ابراهيم داهي.

عندما تدنو مواسم مؤتمرات النظام المكرورة  تستيقظ بين اجنحته الفتنة النوعية المألوفة بكل اشكالها حيث يصبح اللعب على المكشوف بلا تحفظ او وازع وطني وبلا تحرج متى حانت ساعة الاصطفاف لان نزعات السلطة والتسلط الكامنة لا تجد لها مناسبة غير منابر مؤتمرات النظام وكواليس لجان الولاءات الموسمية لتعلو جامحة فوق كل شيء حتى وان كان المصير. لذا بات من المألوف خرجات  تتكرر في خضم طقوس هذه المناسبة وحلقاتها المتمادية في استغفال الشعب يتظاهر روادها بصحوات ضمائر زائفة والادعاء المضلل من هذا الطرف أوذاك بسعيه الى التغيير او الإصلاح!!!!!!!!!!!

ان ما نعيشه اليوم في واقع متردي منذ عقودمكبل بمظاهر النكوص والردة ينذر لا محالة بتحدي وجودي محدق في مجتمع يعيش ازمة هوية وانتماء تحذرت جراء تراكم ممارسات سياسوية مبنية على قيم الابتزاز والابتزاز المضاد ضمن مرجعية تحددها شروط العلاقات الانقسامية وحسابات اللادولة.  بذلك ظلت الممارسة السياسية عندنا مشوبة بغوائل الانفصام المتراكمة المركبة بمخزون الماضي البائس فلم تتهيأ الظروف بفعل تلك الشروط المتخلفة ولا توفرت إرادة وطنية حرة ترتقي بحركة تحرير كان من المأمول ان تجنح بشروط تأسيسها الى ما هي جديرة به في علياء تحرير الأرض وبناء الانسان والوطن.

الى متى اذن السكوت عن هذا العبث اللامتناهي الذي أدى بنا الى فقدان كل شيء بعدما كان لنا الحق في كل شيء حين اوغلت الزمرة الحاكمة في رهن مشروع الجبهة التحرري الى مقتضيات مسار مظلم بقيم التوازنات القبلية.

كفرنا بمؤتمراتكم الملفوظة، بكتبها الزائفة ولجانها الكاذبة، وما عادت تلهينا فصول مسرحياتها المفضوحة لأنه لم يعد بالإمكان أكثر مما كان. وحتى نكون ليس الى ذلك من سبيل سوى رفض الوصاية البالية من نخبة فاسدة تحترف التسلط وكل اشكال الحجر على التفكير الحر المتطلع الى تغيير شعبي حقيقي يفتح الباب امام استشراف عقلاني لخيارات تقدر وتستوعب خطورة المسار.
Share Link: Share Link: Bookmark Google Yahoo MyWeb Digg Facebook Myspace Reddit