الأربعاء 03 مارس 2010
تمهـيـــد
الجزء الأول
منطلقات و أهداف
الجزء الثاني
الوضع القائم على المستوى الوطني

1. الوضع القائم على مستى المخيمات و المناطق المحررة:
1. 2 الوضع القائم على مستوى القيادة السياسية
3.1  الوضع القائم على مستوى القاعدة الشعبية
4.1 الوضع العسكري.
5.1 الجمعيات غير الحكومية
6.1 الصحافة المستقلة

2. الوضع القائم على مستوى المناطق المحتلة و جنوب المغرب:
1.2 الطلبة داخل المغرب
2.2  الجاليات القادمة من المناطق المحتلة و جنوب المغرب
الجزء الثالث
البدائل و التصورات
1. المستوى السياسي.
2. المستوى العسكري.
3. المستوى القضائي و التشريعي.
4. المستوى الإداري.
5. المستوى الاجتماعي و الصحي.
6. المستوى التعليمي.
7. المستوى الثقافي و الإعلامي.
8. المناطق المحتلة و جنوب المغرب.
9. الجاليات الصحراوية بالخارج
تمـهيـــد
· استجابة للمطالب الجماهيرية و تنفيذا لما جاء في البيان الختامي للندوة الأولى للجنة التحضيرية الموسعة، الصادر بتاريخ 31 يناير 2005.
· و انسجاما مع روح بيان العاشر ماي 1973.
· و توخيا للشفافية و الوضوح
· و بغية إشراك كل المناضلين و المناضلات ـ كل من موقعه, و حسب رؤيته و تجربته ـ في مسلسل الإصلاح و التغيير الذي أصبح يفرض نفسه علينا بإلحاح.
تضع اللجنة التحضيرية الموسعة رهن إشارة الجميع برنامج العمل السياسي للبوليساريو: خط الشهيد.
إن هذا البرنامج لا يدعي الإحاطة بكل التساؤلات و الاستفسارات التي تشغل بال المواطن الصحراوي في مختلف مواقع الفعل و النضال، كما أنه لا يدعي تقديم حلول سحرية جاهزة للخروج من الأزمة التي أصبحت تنخرنا حتى النخاع. إلا أن هذا البرنامج  ـ و بكل تأكيد ـ يؤسس لبناء بديل تجاوزي من شأنه إصلاح ما يمكن إصلاحه و تغيير ما يجب تغييره. و تجدر الإشارة إلى أن الإصلاح و التغيير اللذين يصبو إليهما خط الشهيد لا يرتبطان، بالضرورة، بأعضائه كأفراد، بقدرما يرتبطان بتطبيق بالبدائل التجاوزية التي يقترحونها،كحل أمثل لما نحن فيه من تدهور.
و إيمانا منا بأن تحديد مكامن الأزمة يشكل في حد ذاته نصف حلها، و لضرورات منهجية صرفة، قررنا تقسيم هذا البرنامج إلى ثلاثة أجزاء رئيسية، يتناول الأول منطلقات و أهداف البوليساريو: خط الشهيد. بينما يعكف الجزء الثاني على تشريح الواقع القائم، أما الثالث فيقدم تصورات و اقتراحات للبدائل التجاوزية.
و بناء على ما تقدم، فإن هذا البرنامج يبقى مجرد مشروع قابل للتعديل، و قادر على استيعاب كل الاقتراحات الصادرة عن كل مواطن صحراوي مؤمن بمبادئ ثورة 20 ماي منطلقا، و متمسكا بالاستقلال الوطني هدفا.
إننا نغتنم هذه الفرصة لنوجه نداء إلى كل الصحراويين الذين يودون تأدية واجبهم الوطني للمشاركة معنا، لننقذ سويا ما تبقى من مكاسب شعبنا، و لنعيد لقضيتنا الوطنية بريقها،
و لنسلك سويا أقصر طريق توصلنا إلى الاستقلال الوطني فوق كامل تراب الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية.
اللجنة التحضيرية الموسعة
الجزء الأول: المنطلقات و الأهداف
البوليساريو: خط الشهيد حركة إصلاحية نابعة من صميم نضال، كفاح ومعاناة الشعب الصحراوي،أملتها ظروف ذاتية اتسمت بعجز قيادة البوليساريو عن أداء المهام المنوطة بها، و تفريطها في مكتسبات ثورة 20 ماي الخالدة، و عدم توفرها على استراتيجية محكمة و واضحة كفيلة بالرد على كل الاحتمالات الممكنة. وظروف موضوعية، اتسمت أيضا بتغيير جذري في موقف المحتل المغربي بتنكره لكل التعهدات و الاتفاقيات التي وقعها مع الطرف الصحراوي تحت رعاية الأمم المتحدة. هذه الأخيرة أبدت هي الأخرى تماطلا، بل تراجعا مكشوفا في تأدية مهمتها المتمثلة أساسا في إجراء استفتاء حر، عادل و نزيه يمكن الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير. وتحولت إلى حارس يحمي المستعمر الغازي، ولا تحرك ساكنا ومواطنونا يهانون ويعذبون أمام أعينهم وكأن الأمر لا يعنيهم..
و تشبثا بروح بيان العاشر ماي 1973 الهادف إلى جعل البوليساريو أداة لتحرير الوطن و صيانة كرامة الشعب الصحراوي و مقدساته، و الرقي به إلى مصاف الشعوب المتحضرة. يهدف خط الشهيد إلى الإصلاح و التجديد، لتحقيق الديمقراطية، داخل جبهة البوليساريو من خلال برنامج عمل شمولي، مبني على إشراك كل المواطنين و المواطنات في صنع القرارات، و رفع التحديات و القضاء على كل المخاطر التي أصبحت تهدد كينونة شعب عظيم ناضل و صمد و قاوم. و لازال مستعد للمزيد من البذل و العطاء في سبيل الحرية و الاستقلال.
و لتحقيق أهدافه، يتبنى خط الشهيد الطرق السلمية المبنية على الحوار الديموقراطي الجاد و المسؤول، كما أنه ينبذ كل أشكال العنف و الإرهاب، دون المساس من شرعية الكفاح المسلح كوسيلة لتحرير الشعوب من الهيمنة الاستعمارية، و فرض ممارسة حقها في تقرير المصير طبقا للشرعية الدولية.
الجزء الثاني: الوضع القائم على المستوى الوطني
1. الوضع القائم على مستوى المخيمات و المناطق المحررة
إن الواقع القائم بالمخيمات و المناطق المحررة أصبح يدعو إلى القلق أكثر من أي وقت مضى، فالأزمة اكتسحت كل مجالات الحياة إلى درجة فقد معها مجموعة كبيرة من أفراد شعبنا الأمل في إيجاد مخرج يمكننا من استعادة قوتنا المفقودة بالقضاء على كل أشكال الفساد و الانحراف التي باتت تبعدنا تدريجيا عن تحقيق أهدافنا الوطنية.
لقد صار لزاما علينا البحث عن الوسائل الكفيلة برد الاعتبار لكل المناضلين و المناضلات بصفتهم صانعي أمجاد الشعب الصحراوي، القادرين على مواصلة مسيرة التحرير و البناء، و رفع تحديات المرحلة التاريخية التي تمر منها قضية شعبنا العادلة. ولذا لابد من تقديم تشريح لأوضاعنا الحالية، وعلى مختلف المستويات.
. الوضع القائم على مستوى القيادة السياسية
· تحويل نهج المؤتمرات الشعبية من وسيلة ديموقراطية إلى مجرد تكريس للواقع المأزوم، و تجديد عهدة القيادة.
· قيادة سياسية غير فاعلة، غير منسجمة و عاجزة عن تأدية المهام المنوطة بها.
· عدم مسايرة نمط تفكير، تدبير وسلوك القيادة السياسية للمتطلبات الراهنة.
· الارتجالية في المواقف السياسية المرتبطة بمصير الشعب الصحراوي.
· الإنفراد باتخاذ القرارات دون أدنى استشارة للمواطن.
· التفاوض مع العدو من موقع ضعف, مما ساهم في عدم تنفيذ ما اتفق عليه.
· تقديم كل التنازلات الممكنة للمحتل دون مقابل.
· سوء تدبير ملف الأسرى المغاربة.
· إهمال القيمة الرمزية و الواقعية للمناطق المحررة بصفتها جزء من السيادة الوطنية.
· انعدام استراتيجية واضحة للرد على كل الاحتمالات.
· هدر العديد من المكاسب و الاعترافات المحققة دبلوماسيا.
· الفشل في حل مجموعة من الخلافات على مستوى القيادة، مما دفع ببعض أعضائها للفرار إلى العدو.
· فوضوية العمل الدبلوماسي و عدم خضوعه للتخطيط والمتابعة.
· تحويل السفارات و التمثيليات إلى أملاك خاصة، تعطى على أساس الولاء والإنتماء القبلي..
· ممارسة الوصاية على نضالات جماهير المناطق المحتلة و جنوب المغرب، والمتاجرة بها.
· الفشل في إدماج الإطارات و المثقفين والخريجين الجامعيين للمساهمة الفعلية في معركة البناء و التحرير.
· التفكك الممنهج للمؤسسات الوطنية و شل فعاليتها.
· شل فعالية وزارة الدفاع و الاستخفاف بمقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي.
· عملية ممنهجة لتفكيك جيش التحرير وشل فعاليته وتركه مجرد إسم من دون مسمى.
· فقدان المؤسسة الإعلامية لدورها الريادي في معركة التحرير، و دخولها في دوامة من الروتين و الرتابة غامضة الأهداف.
· غياب سياسة تعليمية واضحة، و تدني خطير في مستوى التحصيل الدراسي و نسب التمدرس.
· إهمال كلي للجانب الثقافي باعتباره بطاقة تعريف للهوية الوطنية.
· غياب مؤسسة صحية فعلية، و تحول المستشفيات و الإمكانيات الطبية إلى وسيلة انتفاع و متاجرة في أيادي القبليين و الانتهازيين.
· الإعتماد على البعثات الطبية الأجنبية و تهميش المختصين الصحراويين، ذوي الكفاءات العالية.
· تحول المنظمات الجماهيرية إلى مجرد أفراد يدورون في فلك إملاءات القيادة السياسية.
· عدم فعالية أجهزة الأمن و الاستخبارات، و تحولها إلى أداة بوليسية لترهيب المواطن بدل حمايته.
· انعدام استقلالية ونزاهة القضاء.
· توقيف النقل العمومي و استبداله بسيارات الأجرة في غياب نظام للأجور يكفل أجرة شهرية كافية لسد حاجيات كل مواطن.
· تحويل المخيمات إلى سوق سوداء للتهريب و الكسب غير الشرعي، و التجارة غير المنظمة.
· تفشي الرشوة و المحسوبية و القبلية في التوظيف والتكوين والترقيه، والتسيير بشكل عام.
· الغنى الفاحش و غير الشرعي لبعض أعضاء القيادة الحالية.
· غياب سياسة عادلة و منصفة لتوزيع المساعدات الإنسانية على مستوى الهلال الأحمر الصحراوي.
· ربط توزيع المساعدات الإنسانية بالانضباط الحزبي، و تحويلها إلى وسيلة ضغط و ابتزاز.
· غياب المساواة والديموقراطية في التسيير على مستوى الولايات و الدوائر.
· التمييز بين المواطنين في حق التكوين و الحصول على جواز سفر.
· انعدام الشفافية في المداخيل و الممتلكات العامة، و طرق صرفها و صلاحيات التصرف فيها.
· استخدام مرجعية التنظيم السياسي و القيادة الثورية لتبرير الفساد.
· التخلي عن العناية بمعطوبي الحرب و عائلات الشهداء و المعتقلين.
· إقصاء المرأة و إهمال الطفولة و المسنين.
· التفريط في تحسين الظروف المعيشية للطلبة ( دار الطلبة بوهران والحراش مثال واضح لذلك ) و انعدام سياسة واضحة لدمجهم في معركة التحرير و البناء و الاستفادة من خبراتهم، قبل وبعد التخرج.
· التفريط في العنصر البشري باعتباره رأس مال الثورة، عبر التهميش والإقصاء.
· انعدام فعالية المجلس الوطني و تحويل مهمته الرقابية إلى مجرد تزكية للفساد القائم.
· ترسيخ ثقافة الهزيمة والقبول بالأمر الواقع..
2.1 الوضع القائم على مستوى القاعدة الشعبية
· التسليم بالأمر الواقع و انسداد أفق التغيير لدى نسبة كبيرة من المواطنين.
· استحضار حملات الاعتقالات و الاختطافات، و ما صاحبها من تعذيب و تصفيات جسدية شملت العديد من المواطنين الصحراويين الأبرياء.
· مجارات القيادة السياسية بدل الضغط عليها لإصلاح الواقع القائم.
· الانغماس في المتاجرة و طغيان الكسب المادي على العمل النضالي، ليتحول اللجوء إلى واقع مقبول.
· تفشي ثقافة " الله غالب".
· الانزواء في كنف القبلية كرد فعل على غياب تنظيم سياسي مؤسساتي يكفل للمواطن حقوقه و يضمن تحقيق أهدافه الوطنية.
· لجوء العديد من الكفاءات إلى أوروبا و الدول المجاورة، كنتيجة لسياسة التهميش والإقصاء.
· القبول بالقرارات الفوقية الصادرة عن القيادة السياسية دون مناقشتها أو الإهتمام بها.
· كل المحاولات السابقة المنادية بالإصلاح و التغيير حركتها مطامح سلطوية، نفعية، و قبلية ضيقة. مما خلق إحباطا لدى القاعدة من أي محاولة جادة للإصلاح..
3.1. الطلبة الصحراويون بالخارج
أمام غياب أو تغييب اتحاد للطلبة الصحراويين بالخارج، و في ظل الفوضى التنظيمية الشاملة، وجدت الفروع الطلابية نفسها بين مطرقة اتحاد الشبيبة و سندان وزارة التعليم، الشيء الذي أثر سلبا على مردوديتها في معركة التحرير و البناء، ينضاف إلى ذلك التهميش الممارس ضد الخرجين الجامعيين و المتخصصين مما ولد وضعية خطيرة تهدد مستقبل الوطن و المواطن.
إن كل المحاولات الطلابية للخروج من هذا المأزق قبلت بالرفض القاطع من قبل القيادة السياسية التي تنصب نفسها وصية على كل شاذة و فاذة، محتكمة في ذلك لأفكار لم تعد تساير متطلبات المرحلة التاريخية. إلا أن وعي الطلبة الصحراويين بمسؤولياتهم التاريخية بصفتهم العمود الفقري لبناء دولة صحراوية ديموقراطية و مستقلة، سيفند، لا محالة، كل المحاولات الرامية إلى تكميم أفواههم و شل قدراتهم.
4.1.الجاليات القادمة من المخيمات
لقد أدت الأزمة المستفحلة على كل المستويات داخل المخيمات، زيادة على سياسة التهميش والإقصاء، بالعديد من المواطنين الصحراويين إلى اللجوء إما إلى دول الجوار أو إلى أوربا مشكلين بذلك تكتلات بشرية غير مؤطرة هدفها تحصيل كسب مادي يمكنها من تحسين ظروفها المعيشية و حل بعض مشاكلها الصحية أو مساعدة بعض أفراد عائلاتها الذين لم يفلحوا أو لم يريدوا مغادرة المخيمات.
كما ان قرار السلطات الاسبانية القاضي بمنح الجنسية لكل صحراوي أمكنه إثبات تسجيل اسمه في سجلات الحالة المدنية الاسبانية، و كذلك التسهيلات الممنوحة للصحراويين من أجل الحصول على إقامة شرعية، دفعا بالعديد من المواطنين و المواطنات إلى مغادرة المخيمات قصد الاستفادة من التسهيلات المذكورة. و في هذا الإطار ظهرت العديد من التجاوزات على مستوى الإدارة الصحراوية، فتفاقمت الرشوة و المحسوبية و القبلية، وظهرت مافيا الجوازات والفيزا..
أما تمثيليات الجبهة باسبانيا فقد ظلت عاجزة عن مساعدة و تأطير و توجيه الجالية الصحراوية، و فوتت فرصة الاستفادة من قدراتهم لتطوير العمل الدبلوماسي الشعبي، بل الأكثر من ذلك أن بعض التمثيليات تنكرت لهؤلاء المواطنين و وضعت الحواجز الإدارية في وجه العديد منهم بغية حرمانهم من التمتع بإقامة شرعية.
5.1. الجمعيات غير الحكومية
لازال الموقف السياسي للقيادة الحالية  من تأسيس المنظمات غير الحكومية يتأرجح بين الوضوح و الغموض النسبيين. و إذا كانت القيادة أباحت لجمعيتين غير حكوميتين ممارسة نشاطهما فإن وصايتها ظلت قائمة عليهما، فالأمر لا يعدو كونه استغلالا للعمل الجمعوي من أجل المتاجرة بمعاناة جماهير المناطق المحتلة و جنوب المغرب.
على الرغم من الادعاءات المروجة لاستقلالية كل من جمعية أولياء المعتقلين و المفقودين الصحراويين، و اتحاد الحقوقيين الصحراويين، فإن الجمعيتين لا تخرجان شكلا و مضمونا عن إطار روافد قيادة البوليساريو قلبا وقالبا. ونفس الشيء يقال عن إتحاد الكتاب والصحفيين الصحراويين والتي ليست سوى إسما من دون مسمى. إن القيادة السياسية بإقدامها على الترخيص لبعض الجمعيات غير الحكومية ـ دون غيرها ـ لممارسة نشاطها، يعتبر وسيلة لتجميل وجه هذه القيادة الغير ديمقراطي، ومنافي للدستور الذي وضعته والذي لا يسمح بتأسيس الجمعيات إلا بعد الإستقلال..
6.1. الصحافة المستقلة
في ظل التطورات التي عرفها المجتمع الصحراوي نتيجة انفتاحه على محيطه الخارجي ببعديه الإقليمي و الدولي، و نتيجة للوعي بضرورة نبذ و محاربة الفكر الواحد و فتح المجال لحرية الاختلاف في الرأي دون المساس بالثوابت الوطنية، وفي تحد كبير لرفض السلطة القائمة لكل أشكال التعبير الحضاري الحر، قامت مجموعة من المثقفين ـ بوسائلهم الذاتية ـ بالتأسيس لصحافة حرة تعكس هموم و تطلعات المواطن الصحراوي، و ذلك من خلال مجلتهم الجادة و الواعدة: المستقبل الصحراوي. إن هذه المبادرة تؤرخ فعليا لظهور الصحافة الحرة بالصحراء الغربية. خصوصا بعد ان قامت القيادة بإجهاض تجربة الإستفتاء والدولة.. وتسقى حاليا لخنق صوت المستقبل الصحراوي...
2.الوضع القائم على مستوى المناطق المحتلة و جنوب المغرب.
1.2 لقد عرفت الصيرورة التاريخية لنضالات جماهيرنا في المناطق المحتلة و جنوب المغرب تطورات هامة، إذ شكلت عاطاءاتهم، لاسيما في المدة الأخيرة، تحديا ملموسا لكل السياسات الاستعمارية التي تبناها نظام الرباط لتقويض قواهم و شل فعالياتهم. فقد حملوا المشعل وشكلوا رأس الحربة في المواجهة اليومية مع العدو بعد سكوت البنادق وتخاذل القيادة.لقد حقق مناضلونا و مناضلاتنا مكاسب وطنية هامة نتيجة لصمودهم أمام غطرسة المحتل، و تحديهم لكل أشكال التنكيل و التعذيب و التقتيل، كما أكدوا للرأي العام الدولي، في أكثر من مناسبة، زيف ادعاءات النظام المغربي حول مغربية سكان المناطق المحتلة. و تجدر الإشارة إلى أن المقاومة داخل المناطق المحتلة و جنوب المغرب تتجاذبها مجموعة من التيارات الوطنية ذات التوجهات المختلفة و التي تتقاطع مع مجموعة من الصحراويين فضلوا الارتماء في أحضان أكاذيب النظام المغربي و أطروحته المزيفة بخصوص قضية الصحراء الغربية. يدعمهم أعضاء القيادة الخونة الذين ألتحقا بالعدو..
و لعل أبرز المكاسب التي حصلت عليها التيارات الوطنية داخل المناطق المحتلة و جنوب المغرب منذ اندلاع ثورة 20 ماي الخالدة، هو المجابهة العلنية للاحتلال عبر الحوار الحضاري المرتكز على قرارات الشرعية الدولية. إن هذه القفزة النوعية في أسلوب المواجهة مع العدو فرضت على بعض وسائل الإعلام المغربية و الدولية، تناول موضوع الصحراء الغربية من وجهة نظر مغايرة لما تروج له أبواق الدعاية الرسمية المغربية.
و في ظل التطورات التي يعرفها ملف حقوق الإنسان بالمغرب, و لخلق جبهة متحدة للتصدي لسياسة التلاعبات بمعاناة الضحايا الصحراويين و عائلاتهم التي تنهجها ما سمي ب: هيئة الإنصاف و المصالحة المعينة من طرف الملك لمعالجة ملف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان من طرف النظام المغربي، و من أجل فتح واجهة نضالية جديدة، أقدم العديد من الإطارات و المثقفين و الناجين الصحراويين من جحيم المخابىءالسرية المغربية، أقدموا على تأسيس مجموعة من الجمعيات و اللجان للدفاع عن حقوق الإنسان.
أما المبادرة الجريئة و الشجاعة التي اتخذها مجموعة من المواطنين والمواطنات و المتمثلة في إنشاء اللجنة الصحراوية لتقرير المصير في الصحراء الغربية، فإنها تنم عن وعي عميق بضرورة تحديث المواجهة مع العدو طبقا للمراحل التاريخية التي تمر منها قضيتنا الوطنية.
و تبقى المناطق المحتلة و جنوب المغرب إحدى الرهانات الأساسية في معادلة كفاح الشعب الصحراوي من أجل الحرية و الاستقلال، و تبقى نضالات جماهيرها مفخرة يجب أن تثمن عاليا بعيدا عن كل محاولات الوصاية و الاحتواء والمتاجرة التي تمارسهما القيادة السياسية الحالية.
2.2. الطلبة داخل المغرب
إذا كانت الحركة الطلابية الصحراوية داخل المغرب قد شكلت النواة الأولى للثورة التحررية الصحراوية بداية السبعينيات, فإن أفواج الطلبة الدارسين بالمغرب ظلوا, على الدوام, متمسكين بالخيارات الوطنية للشعب الصحراوي, متخذين من فكر و عبقرية الشهيد الولي مصطفى السيد بوصلة اهتداء تنير درب نضالاتهم وسط تجاذب مختلف التيارات السياسية الفاعلة و المتفاعلة مع الساحة الطلابية المغربية.
لقد برع الطلبة الصحراويين في التعامل مع حيثيات كل مرحلة من مراحل تطور قضية شعبنا العادلة, إذ ارتقوا بوسائلهم النضالية إلى مستوى أصبح يؤهلهم لتأطير و توجيه نضالات الجماهير الصحراوية داخل المناطق المحتلة و جنوب المغرب، جنبا إلى جنب مع الحقوقيين الصحراويين..
3.2. الجاليات القادمة من المناطق المحتلة و جنوب المغرب
أمام الوضعية الاقتصادية المزرية المفروضة على المواطنين الصحراويين و التي جاءت نتيجة لسياسة التهميش و الإقصاء و التمييز التي ينهجها النظام المغربي الغازي، قررت مجموعة منهم الهجرة بحثا عن مكان آمن يوفر لهم العيش الكريم و الحماية الضرورية. و على مر السنين تكونت جالية صحراوية كبيرة بالخارج لاسيما في اسبانيا. و على مر السنين ظلت القيادة السياسية للبوليساريو تتنكر لهؤلاء المواطنين و تتحاشى الخوض في أي نوع من الحوار معهم قد يكلفها عناء البحث عن حلول لمشاكلهم, أما في فترات سابقة فقد كان ينعت كل صحراوي قادم من المناطق المحتلة و جنوب المغرب بالعمالة و الخيانة. و لعل كل ما قامت به القيادة السياسية في هذا الاتجاه هو اكتفاؤها بربط علاقات مصلحية ضيقة مع مجموعة من العمال الصحراويين بفرنسا.

Share Link: